يحاول الشاب تواتي محمد المدعو حمو بولاية تمنراست أن تسترجع الأكلات الشعبية التقليدية مكانتها عند الأسر بوسط الولاية بعد أن كادت تندثر عند البعض؛ بدعوى العصرنة وضيق الوقت، حيث يفضّل البعض خاصة الموظفين تناول الوجبة في مكان العمل والبعض الأخر شغفهم بتناول الأكلات التقليدية يضعون الطلبات عند الطباخ حمو كل صباح.
وحسب ما صرح الشاب أن مستواه الدراسي الثالثة ثانوي آداب والابن الوحيد في العائلة، تعلم الطبخ في الصغر من طرف الوالد والوالدة رحمهما الله كان يذكرانه دائما بالمثل الشعبي )أتعلم وترك أل غدوة ما هو دايم ليك حت واحد( ، وأصبح كلامهما اليوم حسب ما أضاف واقعه وحلمه، حيث يعتبر الطبق الشعبي أحد أبرز الموروث الثقافي في أهقار قديما وفي ظل تقلص انتشار بعض الأكلات الشعبية في السنوات السابقة، إرتئيت إلى إعدادها في منزلي الكائن بحي تهقارت.
ويضيف أن بداية التعلم والعمل عندما كان مرافقا لوالديه والذي كان سائقا عند احد الوكالات السياحية لنقل السياح وعلمه كيف يوقد النار لإعداد طبق الكسرة ولحم النار وكيف يعد مقادير الخضر للقدر، وتعلم منه الكثير خاصة الصبر على تحمل الصعاب والمسؤولية.
أما عن إعداد الوجبات التقليدية وتوزيعها، فينهض كل صباح للعمل ويبدأ بتنظيف الخضر والفواكه التي جلبها من السوق ويقوم بذبح الخروف ويعد الأطباق حسب طلب المواطنين والأهالي الذي قد طلبوا الوجبة منذ أمس عبر الهاتف، والأطباق التي يركز عليها أطباق تقليدية مثل الكسرة والكسكس والملفوف ولحم النار والدوارة وعصير التمر(إغجيرة) ألكوه بالتارقية، إضافة إلى المشروبات الأخرى و التحلية.
أما تقسيم طلبات الوجبات على مستحقيها فيقوم بعد عملية الطبخ بوضعها في أطباق ويقوم بإيصالها بسيارته الخاصة إلى طالبيها في مؤسسات العمل أو إلى المنزل مقابل تحصله على ثمنها وكل وجبة لها سعر.
وأضاف انه يحرص في ظل الأوقات الحالية على تقديم خدمات تشدد على أهمية بقاء الناس في بيوتهم والتزامهم بكافة المبادرات، ومن ضمنها مبادرة التباعد الاجتماعي، خاصة في مؤسسات العمل مبينا أن كافة هذه الجهود تهدف إلى الحيلولة دون انتشار فيروس كورونا.
أهالي ولاية تمنراست استحسنوا مبادرة هذا الشاب الطموح والذين أكدوا أنهم قد وجدوا المساعدة اللازمة والخدمة السريعة خاصة عندما ينزل عليك ضيف بدون موعد، مباشرة يتصلون بالشاب لإيصال الوجبات المطلوبة، كما أنه الحل في المناسبات مثل الأعراس.
الشباب حمو أكد أنه لا توجد بطالة وان الخدمة متوفرة في الجزائر إلا من لا يريد العمل فهو بهذه المجهودات الخاصة أصبح لديه مدخول ليعيل به عائلته الصغيرة وأنه ضد فكرة الشباب البطال فيجب على هؤلاء إطلاق العنان للمبادرات الشخصية، داعيا السلطات الولائية لمساعدته من أجل حصوله على محل كبير للحفاظ على هذه الأكلات الشعبية والاعتناء بالأطفال المنخرطين في الجمعية لكي يحافظو على كل الطبوع التقليدية.بأهقار وتديكلت.
تمنراست / باسم ع