لم يعد مهما في زمننا هذا أين درست وماذا تخرجت وعلى أي شهادة تحصلت؟ بل المهم والأهم ماذا ستقدم لو توظفت، ولم يعد مقياس النجاح هو الحصول على الشهادة الأكاديمية فهناك أشخاص متفوقين في العالم لم تطأ أقدامهم الحرم الجامعي، كما أن قضاء 4 أو 5 سنوات في الجامعة لا يجعل منك شخصا ذكيا ولا موهوبا لا سيما إذا كانت المنظومة التعليمية غير مصنفة وتعتمد على التلقين وتختبر الحفظ وليس الفهم وخاصة ان كنت ممن يعتمد على المراجعة قبيل ” ليلة الرعد ” لاجتياز الاختبارات.
لقد أحسن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صنعا عندما أصدر بروتوكول جديد للتوظيف في فروع الحكومة الفيدرالية يركز على المهارات بدل الشهادات وان كانت كبريات الشركات الأمريكية في وادي السيلكون أو مجال الاستغلال الطاقوي قد سبقت الى ذلك منذ وقت معتبر فشركة غوغل مثلا أجرت تحليل لنسب نجاح موظفيها فتوصلت الى أن التحصيل العلمي لا يحتفظ بصلة وثيقة مع بيئة العمل وفي هذا الصدد يقول النائب الأسبق للرئيس المدير العام للشركة : “عندما تنظر الى الأشخاص الذين لا يذهبون الى الجامعة ويشقون طريقهم في العالم بالاعتماد على أنفسهم تلاحظ كم هؤلاء البشر استثنائيون وعلينا أن نفعل كل ما بوسعنا للعثور عليهم “.
الطالب في الجزائر يتحصل شهادة جامعية في ادارة الأعمال أو في التجارة وبدل من أن يشق طريقه في الأعمال الحرة أو في انشاء مشروع خاص أو تأسيس مؤسسة ناشئة يبقى منتظرا تبسم الحظ أو التفاتة الدولة له للحصول على منصب عمل اداري في احدى المصالح الحكومية التابعة للوظيف العمومي !! وهذا ما شجع على الغش في الامتحانات الجامعية وامتحانات التوظيف العمومي لأن الاعتماد ليس على المهارة والكفاءة ذات الصلة بل على تلك الورقة المسماة شهادة التخرج.
ولا يعني تفضيل المهارة على الشهادة في التوظيف هو الدعوة لهجر التعليم الجامعي والزهد في الحصول على الشهادة بل هو توجيه الى ضرورة اكتساب المهارة أثناء مزاولة الدراسة.