لما تختفي الوجوه في دروب المدينة وتضيق الشوارع في صمت وهي تشكو فراغ الراجلين في زمن كورونا، يعود الحديث عن الحصار الذي تفرضه اليوم الموجة الثانية لكوفيد 19 على حياة الجزائريين. وأمام الارتفاع المسجل في عدد الإصابات وتجاوزها سقف 1000 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا في ظرف 24 ساعة، أرى أنه من الضروري الوقوف عند حدود التراخي لدى الأسرة الجزائرية في ظل الإجراءات الوقائية التي سنتها الوزارة الأولى للحد من تفشي هذا الوباء القاتل.
المتجول في شوارع مدننا لا شك أنه وقف على حقيقة التراخي واللامبالاة لدى الكثير من المترددين على المحلات والمقاهي والمطاعم، فالكمامة الموضوعة على الذقن لم تكن لتجد مكانها لولا وجود دفتر المخالفات بيد البوليس في المدينة لفرض غرامات على الناقلين وأصحاب المحلات، ثم ما الفائدة من وضع الكمامة على الذقن والتظاهر بإرتدائها عند الدخول والخروج، ناهيك عن تسجيل صور صادمة لدى بعض أصحاب سيارات الأجرة و الكلوندستان الذين أصبحوا يحتفظون بكمامة ستوندار بسياراتهم تحسبا لوجود زبائن دون كمامة ولأنها إجبارية تتم دعوة الزبون الراغب في الرحلة إلى ما وراء حدود التراخي ليقبل بوضع الكمامة الستوندار على الذقن للتظاهر بأنه يحترم الإجراءات الوقائية، هذا فضلا عن مشاهد أخرى تختصر في جوطابل قهوة يتداوله مجموعة من الشباب دون أي تحفظ، وإذا سألت عن حدود التراخي يجيبك أحدهم كورونا ماكنش منها بل أكذوبة بنكهة سياسية، وهنا أقف قبل وضع نقطة النهاية لأقول إن لم تضع الأسرة الجزائرية بل كل واحد فينا حدودا للتراخي في التعامل مع هذا الوباء الخطير بجدية بثقافة وضع الكمامة في مكانها الصحيح بقناعة الوقاية ونزع قبعة التظاهر، ستبقى شوارع مدننا تشكو صمت الراجلين لسنوات !.
yahiaazouaou@gmail.com